الفساد والإهدار المالي يعيقان تطور الرياضة العراقية
2025-08-13 09:43:24
رغم المليارات التي تُنفق على القطاع الرياضي في العراق، إلا أن الإنجازات تبقى محدودة ولا تتناسب مع حجم الاستثمارات. وتكشف تحقيقات صحفية عن هدر كبير في الأموال المخصصة لاتحادات رياضية غير فاعلة، بعضها لا يمتلك حتى أدنى مقومات ممارسة الرياضة التي تمثلها.

اتحادات بلا إنجازات
أثارت قائمة مصاريف الاتحادات الرياضية التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي غضب العراقيين، حيث كشفت عن وجود اتحادات تتلقى مبالغ طائلة دون تحقيق أي إنجاز. فاتحاد الفروسية، على سبيل المثال، يحصل على نصف مليون دولار سنوياً رغم عدم امتلاكه خيولاً للمنافسة. كما يتلقى اتحاد الريشة الطائرة 420 مليون دينار سنوياً (نحو 350 ألف دولار) دون أن يحقق أي إنجاز يُذكر منذ سنوات.

غياب الرقابة والمحاسبة
يرجع مراقبون أسباب تدهور الرياضة العراقية إلى غياب الرقابة الحكومية الفاعلة، حيث تتحكم اللجنة الأولمبية بإدارة الاتحادات دون محاسبة حقيقية. ويشير حارث النعيمي، مدير إدارة اتحاد كرة السلة، إلى أن بعض الملفات المتعلقة بالفساد تُحال إلى هيئة النزاهة، لكنها تُغلق لاحقاً دون تحقيق واضح. كما أن بعض المسؤولين يتلقون تهديدات عند محاولتهم كشف الفساد، مما يعيق أي إصلاح حقيقي.

تدخلات خارجية تعيق الإصلاح
تواجه اللجنة الأولمبية العراقية صعوبات في محاسبة الاتحادات الفاشلة، حيث تلجأ بعضها إلى الاتحادات الدولية لمنع الحكومة من التدخل. ويؤكد أحمد الموسوي، مدير العلاقات الدولية في وزارة الشباب والرياضة، أن الوزارة لا تملك صلاحية حل الاتحادات، بل يمكنها فقط وقف الدعم المالي مؤقتاً.
حاجة ملحة لإصلاح شامل
يدعو خبراء إلى إصلاح جذري للقطاع الرياضي عبر تشريعات جديدة تعزز الشفافية وتفرض رقابة صارمة على الإنفاق. كما يجب استبعاد العناصر الفاسدة وإشراك الكفاءات الحقيقية التي يمكنها إعادة الرياضة العراقية إلى منصات التتويج. فبدون إجراءات حاسمة، ستستمر الأموال العامة في الهدر دون تحقيق أي تقدم ملموس.